شهدت مصر في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في واردات فول الصويا، حيث أظهرت البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن هذا الارتفاع يتزامن مع تراجع الأسعار العالمية لهذا المنتج الحيوي، إذ تبرز الأسباب الاقتصادية والسياسية التي أدت إلى هذا التطور الملحوظ، مما يفتح الأفق لتحليل الآثار المحتملة على السوق المحلية والاقتصاد المصري ككل.
تشير البيانات إلى أن واردات مصر من فول الصويا بلغت 219 مليون و805 ألف دولار في أغسطس، ارتفاعًا من 93 مليون و388 ألف دولار في نفس الفترة من العام الماضي، مما يشير إلى زيادة مقدرة قيمتها 126 مليون و417 ألف دولار، هذا الارتفاع جاء متزامنًا مع وفرة المعروض الناتجة عن الإحجام الصيني عن الشراء من السوق الأمريكية، مما أسهم في خفض الأسعار بأسواق الفول الصويا محليًا وعالميًا.
في أغسطس المنصرم، سجلت واردات فول الصويا ارتفاعًا مقارنة بشهر يونيو، الذي شهد تراجعًا في الواردات إلى 125 مليون و202 ألف دولار، بينما كانت عند مستويات 174 مليون و121 ألف دولار في نفس الشهر من العام الماضي، هذا التراجع يعكس التغيرات الحادة التي شهدتها الأسواق، ويبرز أهمية استقرار الأسعار للحفاظ على توازن السوق المحلي.
تزامن هذا الارتفاع في الواردات مع انخفاض سعر فول الصويا محليًا إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات، إذ سجل 18 و19 ألف جنيه، بعد أن كان في أعلى مستوياته عام 2023 عند 40 ألف جنيه، هذه الديناميكيات تعكس التأثير المباشر للعرض والطلب في الأسواق العالمية والعلاقة المعقدة بين الدول الكبرى في مجال التجارة.
تعكس هذه التطورات الاقتصادية تأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ أوقفت الصين رغبتها في شراء فول الصويا من السوق الأمريكية، وهو ما زاد من الضغوطات على السوق، مع تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم إضافية على السلع الصينية، هذا التطور يجعل من الضروري متابعة تداعياته على واردات مصر واستراتيجيتها الاقتصادية.
—
### قائمة الأسعار المرصودة لفول الصويا
– سعر فول الصويا محليًا: 18-19 ألف جنيه
– سعر فول الصويا في أعلى مستوياته (2023): 40 ألف جنيه
– واردات شهر أغسطس (2024): 219 مليون و805 ألف دولار
– واردات شهر يونيو (2023): 125 مليون و202 ألف دولار
