في إطار الجهود الوطنية لتبني التكنولوجيا الحديثة، اختتم مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية بوسط القاهرة بتسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة الصحية، حيث تم الإعلان عن تنفيذ مشروعات مبتكرة لاستغلال هذه التكنولوجيا في الكشف المبكر عن عدد من الأمراض، مثل اعتلال الشبكية السكري وسرطان الثدي والجلوكوما، مما يضمن فرص علاج أفضل وأكثر فعالية.
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أهمية بناء وعي مجتمعي حول فوائد الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة المرتبطة به، مشيرا إلى أن هذا النوع من التكنولوجيا ليس بديلاً عن الإنسان، بل أداة تساهم في رفع الكفاءة الإنتاجية، ويعمل حاليًا على تطبيق مجموعة من المشروعات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأمراض المختلفة.
تحدث الدكتور عمرو عن أهمية التنسيق المستمر مع وزارة الصحة للاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في ملف الصحة العامة، وأشار إلى مشروع التشخيص عن بُعد المصمم لتمكين سكان القرى من الحصول على الخدمات الصحية، حيث يتم الربط بين الوحدات الصحية والمستشفيات الجامعية، وهو ما يحسن الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين عبر استخدام خبرات الكوادر الطبية بفعالية.
أضاف الدكتور طلعت أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز إنتاجية الأطباء، حيث يمكنه تحليل البيانات الطبية واستبعاد الحالات المشتبه بها، مما يوفر وقت الأطباء ويزيد من كفاءتهم، موضحًا أهمية حماية البيانات الصحية والخصوصية، حيث توازن النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية بين تنظيم استخدام البيانات وتحقيق المواكبة في التطورات التكنولوجية.
دعا الوزير إلى تعزيز التجهيزات المعلوماتية اللازمة لتسهيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك الدولة بنية رقمية مميزة، مضيفاً أن العمل جارٍ على تحسين هذه البنية التحتية لتشمل إمكانيات جديدة تدعم المؤسسات والشركات الناشئة، مما يسهم في تسريع وتيرة استخدام هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات.
من جهة أخرى، أشار الدكتور طلعت إلى الحاجة لتطوير مهارات الشباب لمواكبة متطلبات سوق العمل، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يغير خارطة الوظائف، حيث يشهد السوق تحولًا في الطلب على مهارات جديدة، مشيرًا إلى وظيفة مهندس التساؤلات كأحد أهم الوظائف في المستقبل القريب.
تتجه الجهود نحو مزيد من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يستمر العمل على تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية البيانات، مما يضمن تحقيق فوائد مستدامة للصحة العامة والمجتمع ككل.