أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، خلال محاضرة له في المجمع العلمي المصري، أن مصر تمتلك مقومات كبيرة لتحقيق التطور، مستفيدة من زخمها السكاني وتنوع اقتصادها، كما أشار إلى أهمية التعلم من تجارب النجاح العالمية، مثل دول الآسيان، لتحقيق الاستدامة والارتقاء بالاقتصاد المصري، وقد دعا إلى أهمية الاستمرارية والرؤية المستقبلية.
وقد تناول محيي الدين خلال المحاضرة أهمية الاستفادة من الماضي لفهم الواقع الحالي واستشراف المستقبل، مؤكدًا على ضرورة متابعة التحولات الاقتصادية العالمية، التي انتقلت مراكز ثقلها من الشرق إلى الغرب ثم تعود مجددًا الى الشرق في ظل النمو الكبير للصين والهند. وعرض تأثير هذه التحولات على فئات الدخل ومستوى المعيشة لكل من الدول الغربية والدول الآسيوية، خصوصًا في ضوء ما حققته الصين والهند من نجاحات في القضاء على الفقر.
وأشار إلى أن العالم يتجه نحو الشرق، حيث النمو الاقتصادي المتميز في الصين والهند، مما يعكس تزايد الصراعات الجيوسياسية نتيجة التوترات بين الشرق والغرب. ولفت إلى أن الضغوط العالمية تفترض عدم قبول الغرب بالأفكار الاقتصادية التقدمة، ما قد يؤدي إلى احتقان وظهور تيارات شعوبية.
وقد تحدث محيي الدين عن الأزمات التي تعيق التقدم والتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، مشيرًا الحاجة للاعتماد على التحول الأخضر والرقمي كخيارين أساسيين للنمو. كما ذكر أهمية مبادرة “حياة كريمة” في مصر ودورها في دعم التنمية المستدامة من خلال تعزيز الاستثمار في البشر وتحسين الخدمات.
في ختام اللقاء، تم منح الدكتور محيي الدين شهادة عضوية من المجمع العلمي المصري، تقديرًا لجهوده وأفكاره المتميزة في مجالي التنمية والاقتصاد. وقد أعرب عن مواصلة العمل والتعاون مع المختصين لدفع مسيرة التنمية في مصر نحو الأمام.