تواصل رحلة الأدب العربي نحو العالمية بفوز الكاتبة نور الهدى بجائزة تنظيم الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي للعام 2025، جاء هذا التتويج ليعكس نجاحاً بارزاً ولتسليط الضوء على عملها الأدبي الجديد «غطسة»، حيث استطاعت نور الهدى أن تلتقط مشاعر الأطفال وآمالهم بطريقة تتجاوز الحدود، ما يجعل أعمالها جزءاً مهماً من الأدب العربي المعاصر.
تميزت قصة «غطسة» بعناصر متعددة جعلتها تعكس واقع الطفولة وأحلامها، تناولت فيها موضوعات مختلفة تهم الطفل، حيث أبدعت في رسم الشخصيات التي تنطوي على عمق إنساني، كانت الأحداث متسلسلة بطريقة مشوقة، تجعل الصغار والكبار على حد سواء ينجذبون إلى القصة ويستمتعون بتفاصيلها، ذلك ما يمكن أن يُعد إنجازاً يُحتفى به.
استخدمت الكاتبة أسلوباً يعكس براعتها في الكتابة الأدبية، حيث تنجح في جذب القارئ من اللحظة الأولى، فاللغة المستخدمة كانت بسيطة ولكنها معبرة، تلامس قلوب الأطفال وتجذبهم نحو التفكير والتفاعل مع الأحداث، كما أن الرسومات التوضيحية التي رافقت النص زادت من جمال التجربة وأعطت بعداً جديداً للفهم والإدراك.
الفوز بجائزة أدب الطفل الدولي ليس محض صدفة، وإنما نتيجة جهد متواصل وعمل دؤوب من نور الهدى، التي لطالما تساءلت كيف يمكن للأدب أن يكون جسر تواصل بين الثقافات المختلفة، اهتمت بتقديم رسالة تحث على التفاهم والمحبة، معتبرةً أن كل كلمة تحمل رؤية وأحاسيس ينبغي أن تُنقل بدقة وإبداع.
تحظى أدب الأطفال باهتمام خاص في العالم العربي، إذ تُعتبر النصوص التي تستحق التكريم هي تلك التي تتمكن من ترك أثر عميق في نفوس الأطفال وتؤثر في رؤيتهم للعالم، لذا فإن فوز «غطسة» يؤكد الدور الهام الذي يلعبه الأدب في تشكيل وعي الأجيال الجديدة، ويعكس ملامح المجتمعات وثقافاتها المتنوعة.
تسعى العديد من الكاتبات والكتاب العرب إلى خلق أعمال أدبية مميزة تسهم في تنمية خيال الأطفال وتعزيز قيم الفخر والانتماء، هذه الأعمال تتطلب رؤية عميقة واستجابة للتحديات والاحتياجات التي يواجهها الأطفال، وهو ما حققته نور الهدى في كتابها «غطسة»، الذي يجسد تطلعات جديدة لأدب الطفولة.
في وقتنا الحالي، تعتبر جوائز أدب الأطفال مساحة مثالية للاحتفاء بالمبدعين، تشجعهم على إنتاج أعمال تتسم بالأصالة والابتكار، فنجاح الكاتبة نور الهدى هو بمثابة إلهام لبقية كتّاب الأدب العربي نحو تقديم نصوص قادرة على المنافسة على المستوى الدولي، وتؤكد أهمية الدعم والرعاية التي تعزز تلك الجهود.
تمثل هذه الجائزة تتويجاً لرؤية مستقبلية للأدب العربي، وقدرتها على التواصل مع الأطفال، إذ تعمل على تعزيز قيمة القراءة وتمكين الأطفال من التفكير النقدي والإبداع، لذا فإن فوز «غطسة» يُعتبر خطوة نحو تعزيز مكانة الأدب العربي في الساحة العالمية، ليكون الجسر الذي يربط بين الثقافات.
