رئيس التخطيط القومي يشارك في جلسة حوارية حول مستقبل السكان في مصر

ضمن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، شارك الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، في جلسة حوارية متميزة بعنوان “استشراف مستقبل السكان في مصر: إسهام الدراسات العليا في مجال السكان”، وقد أقيمت هذه الجلسة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من 12 إلى 15 نوفمبر 2025، تحت شعار “تمكين الأفراد… تعزيز التقدم… إتاحة الفرص”.

شهدت الجلسة حضور مجموعة من كبار الخبراء والمتخصصين من المؤسسات الوطنية والدولية، حيث أدارتها الدكتورة عبلة الألفي، نائبة وزير الصحة والسكان، وقد تمحور النقاش حول كيفية توظيف الدراسات السكانية المتقدمة في دعم مسارات التنمية الشاملة وتحليل الاتجاهات الديموغرافية وتطوير أدوات منهجية مفيدة للمعنيين باتخاذ القرار. تأتي هذه الجلسة في إطار رؤية تشمل تطوير البيئات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المصري.

في كلمته، أشار الدكتور أشرف العربي إلى أن القضية السكانية تُعتبر أحد المحاور الرئيسية للتخطيط التنموي في مصر، مؤكداً على ضرورة تناولها من منظور شامل يركز على النمو السكاني والخصائص السكانية والتوزيع الجغرافي، وأثنى على الجهود الوطنية لتحسين الخصائص السكانية، مع التأكيد على أن الاستثمار في التعليم المتخصص يعتبر عنصراً أساسياً لضمان إدارة فعّالة للقضايا السكانية.

كما استعرض العربي مجموعة من التجارب الدولية الناجحة في مجال بحوث السكان، مشدداً على أهمية توسيع الشراكات البحثية مع المؤسسات العالمية، وتطوير أدوات البحث التي تعزز من تبادل المعرفة، وأكد على ضرورة دمج الأدلة الديموغرافية بشكل منهجي في صنع السياسات لتلبية التحديات المعاصرة ولترسيخ أسس علمية تسهم في تقليص الفجوات بين النظريات والواقع العملي.

وأبرز رئيس المعهد ضرورة بناء منظومة وطنية متطورة للبيانات السكانية، حيث يجب أن تعتمد هذه المنظومة على التكامل بين قواعد البيانات الإدارية والبحوث التطبيقية، مشيراً إلى أهمية بناء قدرات بحثية وطنية تتفاعل مع الاتجاهات الدولية من خلال نهج أخلاقي يضمن المساواة والشمول والاستدامة، وطرح رؤية مستقبلية لإنشاء منصة تعاون بين مصر والمراكز الدولية المتخصصة في العلوم الديموغرافية.

وفي ختام كلمته، أكد العربي أن المعهد يعد لإطلاق الإصدار التاسع من تقرير التنمية العربية، الذي سيركز على “مستقبل أسواق العمل العربية في ظل التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي”، والذي سيصدر في ديسمبر المقبل، بالشراكة مع طيف من الجهات المعنية، وينبغي أن يساهم هذا التقرير في تأهيل الشباب والنساء لمستقبل العمل في عصر الرقمنة، مما يعزز تنافسية المجتمعات العربية في إطار تحقيق التنمية المستدامة.

بهذا، تركت الجلسة أثراً بالغاً على الحضور، حيث شملت نقاشات مع باحثين بارزين مثل الدكتورة مها الرباط من جامعة القاهرة والدكتورة سميرة التويجري من البنك الدولي، وهو ما يعكس أهمية التواصل الدولي في معالجة القضايا السكانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة