أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون مع شركة ماكنزي، تقريرًا جديدًا تحت عنوان “جعل التحول الأخضر مفيدًا للإنسان والاقتصاد”، وذلك بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (COP30) في بليم، البرازيل، يشدد التقرير على أهمية التحول الأخضر ويبرز التحديات التي تواجه الدول في هذا السياق، بالإضافة إلى فرص العمل المحتملة الناتجة عن التغيرات البيئية.
من أبرز النقاط التي تناولها التقرير أن التحول الأخضر قد يساهم في إحداث فجوة جديدة فيما يتعلق بالتكنولوجيا ورأس المال، إذ أكد أن هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بذلك، مثل عدم المساواة في الوصول إلى رأس المال والتي تمثل 80% من الإجابات، وكذلك عدم الحصول على التكنولوجيا والمعرفة الفنية بنسبة 71%، وتراجع إمكانية الوصول إلى السلع والخدمات بنسبة 66%، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بنسبة 51%.
من المتوقع أن ينتج عن التحول الأخضر خلق نحو 12 مليون وظيفة جديدة، فيما سيؤدي في الوقت نفسه إلى إزاحة 2.4 مليون وظيفة، لينتج عنها صافي زيادة يصل إلى 9.6 مليون وظيفة. وقد درس التقرير كيفية انقسام الدول إلى مجموعات بناءً على نماذج التحول الأخضر، مما يمكن جميع الدول من مواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة وعدم اليقين التنظيمي، إلى جانب مخاطر التمويل والنقص في المعرفة الفنية.
بخصوص الوضع في مصر، أشار التقرير إلى أن البلاد تصنف ضمن مجموعة اقتصادات النمو، جنبا إلى جنب مع الهند وجنوب إفريقيا والمغرب والبرازيل. تتميز هذه الدول بوجود قاعدة صناعية متنامية ونسبة كبيرة من الشباب، وتعمل على توسيع مصادر الطاقة الخضراء لتلبية احتياجاتها الاقتصادية المتزايدة. تواجه مصر تحديات متعلقة بارتفاع تكاليف تمويل الاستثمارات الخضراء، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، مما يجعل تنفيذ المشروعات الخضراء أكثر صعوبة.
كما تبرز الدراسة ضرورة توسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتأمين الفئات الضعيفة والعمالة المتأثرة بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر، إضافةً إلى أهمية الاستثمار في رأس المال البشري لضمان وجود قوة عمل مؤهلة للوظائف الخضراء، وذلك بحاجة إلى تدابير تمويلية تتيح للشركات الاستفادة من المشروعات البيئية.
تتطلب التحديات التي تواجه مصر في التحول الأخضر حوافز وتعاونًا دوليًا، حيث ينوه التقرير بأهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى. يتكون التقرير من تحليل شامل لتقييم قدرة الدول على إزالة الكربون ويستند إلى مسح شمل أكثر من 10,000 شركة في 127 دولة، مما يسلط الضوء على التحديات والفرص ذات الصلة بالتحول الأخضر.
