شهدت شركة جهينة للصناعات الغذائية، تحت قيادة صفوان ثابت، تباينًا ملحوظًا في نتائجها المالية خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025، حيث سجّلت إيرادات قياسية بينما تراجعت الأرباح بشكل حاد، يعود السبب الرئيسي لذلك إلى انخفاض أسعار مركزات البرتقال العالمية، الذي أثر بشكل مباشرة على صافي الأرباح، حيث انخفض بنسبة 34% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 1.61 مليار جنيه، رغم ارتفاع الإيرادات الإجمالية إلى 22.1 مليار جنيه.
الأزمة الكبرى كانت نتيجة تراجع أسعار مركزات البرتقال، ما أثر سلبًا على قطاع العصائر، والذي يعتبر أحد المصادر الأساسية للإيرادات، بالإضافة إلى ذلك، تراجع هامش الربحية التشغيلية من 13.3% إلى 7.3%، بينما شهد هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والاستهلاك انخفاضًا من 21.2% إلى 15.7%، متأثرًا أيضًا بزيادة تكاليف التمويل والتشغيل، كما ارتفع صافي الدين بشكل كبير إلى 5.18 مليار جنيه، مقابل 1.97 مليار في نهاية عام 2024، مما يبرز اعتماد الشركة على القروض لتلبية احتياجاتها المتزايدة.
تفاقمت المعاناة مع زيادة مصروفات البيع والإدارة بنسبة 37% لتصل إلى 11.9% من إجمالي المبيعات، وذلك نتيجة لتوسيع النشاط وحملات التسويق، وبالرغم من تعديل الإدارة للتكاليف الأخرى، إلا أن الإيرادات من صادرات مركزات البرتقال بدأت بالتباطؤ، مما يعكس حساسية الشركة تجاه التغيرات في الأسواق العالمية.
على الرغم من هذه التحديات، استطاع صفوان ثابت توجيه الشركة نحو تحقيق نمو كبير في المبيعات، حيث شهدت مبيعات الألبان زيادة بنسبة 32%، بينما ارتفعت مبيعات المبردات بنسبة 42%، وحققت مبيعات العصائر نموًا بنسبة 35%، مما أسفر عن أعلى إيرادات في تاريخ الشركة. وقد تم زيادة الصادرات إلى 1.9 مليار جنيه، بزيادة نسبتها 36% بالدولار، نتيجة لعقد اتفاق توزيع جديد في السعودية، مما يعزز من وجود جهينة في الأسواق الإقليمية.
قام فريق الإدارة بإطلاق منتجات مبتكرة مثل اللبنة التركية والبودينج بريميوم ضمن خط منتجات “Mix”، مما زاد من تنوع العروض للمستهلكين، في حين ساهم انخفاض التضخم في تحسين الطلب المحلي. تبقى التحديات قائمة حيث يتطلب الأمر تحقيق توازن بين زيادة المبيعات وإدارة التكاليف، إذ إن ارتفاع الإيرادات وحده لا يكفي لضمان النجاح، خاصة في ظل تذبذب أسعار مركزات البرتقال وزيادة الديون، لكن تظل الفرص الإقليمية والابتكار مفتاحًا لإعادة التعافي في القريب العاجل.