شهد مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين لحظات مميزة، حيث أتيحت الفرصة للعديد من الفنانين والمخرجين لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع، ومن بين هذه الأعمال فيلم “التعويذة”، الذي نال اهتماماً ملحوظاً، وقد أشار مدير التصوير محمود عبد السميع إلى أنه لم يكن المرشح الأول لهذا العمل، مما يبرز التجارب المثيرة وراء الكواليس.
تكشف تصريحات محمود عبد السميع أن اختياره لتولي مسؤوليات الفيلم جاء بعد سلسلة من التقييمات والاختبارات، وهو ما يعكس ديناميكية العمل السينمائي، فالكثير من المبدعين لديهم قصص شغف وتجارب فريدة، حيث يحظى كل منهم بفرص مختلفة، وهذه التجربة كانت بمثابة تحدٍ جديد له، وهو ما أسهم في تعزيز رؤيته السينمائية.
فيلم “التعويذة” يعتبر نقطة انطلاق جديدة في مسيرة محمود عبد السميع، فدوره كمدير تصوير يتطلب دقة عالية وحساسية فنية، وهو ما نجح فيه بفضل خبراته المتراكمة، يساهم التصوير الفوتوغرافي والمشهد في نحت العمل الفني، حيث تضيف الإضاءة والزوايا تأثيرات مدهشة تضخ الحياة داخل المشاهد، وهذا هو سر نجاح الفيلم في جذب الانتباه.
كما أن مهرجان القاهرة السينمائي يتوفر على منصة رائعة للاحتفاء بالمواهب الجديدة والقديمة على حد سواء، إذ يجمع بين مختلف الأنماط والصناعات السينمائية، ويتيح الفرصة للنقاشات والأفكار الجديدة، وبالتالي، فإن اختيار محمود عبد السميع في مثل هذا المشروع يعد دليلاً على تطور السينما المصرية وثقتها بقدرات أبنائها.
في النهاية، يعكس فيلم “التعويذة” مباشرة روح التجديد والإبداع في السينما المعاصرة، حيث تترجم تجارب وشغف القائمين على العمل إلى صورة فنية متكاملة، يمثل مهرجان القاهرة السينمائي منصة حيوية لكشف هذه المواهب وإعطائها الفرصة اللازمة للتألق، مما يجعل الحضور في هذا الحدث تجربة لا تُنسى.