تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس العالم 2026، التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وسيكون ذلك حدثاً تاريخياً حيث تُقام البطولة للمرة الأولى في ثلاث دول معاً، ينتظر الجميع بفارغ الصبر انطلاق المنافسات في هذا الحدث العظيم سعياً لرؤية أفضل المنتخبات تتصارع على الكأس.
تعود حلبة المنافسة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية، القارتان اللتان سيطرتا على ألقاب كأس العالم منذ انطلاق البطولة عام 1930، وتؤكد هذه المنافسة الدائمة على تميز القارتين في مجال كرة القدم، فقد تمثلان فيها قوة لا يستهان بها ورغبة قوية في اعتلاء منصات التتويج وسط ترقب جماهيري واسع في كل نسخ البطولة.
منذ بداية كأس العالم، هيمنت ثمانية منتخبات على الألقاب، ويرجع ذلك إلى عراقة وتاريخ تلك الفرق في اللعبة، إذ يتنقل الشباب بين الأجيال للمشاركة في هذا الحدث، فهي فرصة للكشف عن المواهب وتأصيل تاريخ الأبطال، ومع اقتراب النسخة القادمة يرتفع منسوب التحدي بين تلك الفرق.
تشهد البطولة صراعاً قوياً احتل فيه منتخب البرازيل الصدارة بخمسة ألقاب، تليه ألمانيا وإيطاليا بأربعة ألقاب، أما الأرجنتين فقد حصلت على ثلاثة ألقاب، كما أن فرنسا تحظى بلقبين، بينما تمتلك أوروجواي وإنجلترا وإسبانيا لقبا واحدا لكل منها، يمثل هذا التاريخ تجسيداً للصراع المستمر بين القارتين ويُعدّ المثال الأفضل لشغف كرة القدم.
كما تحقق الفرق الأوروبية إنجازات كبيرة، إذ فازت بمجموع 12 لقباً، حيث تتصدر ألمانيا وإيطاليا القائمة برصيد 4 ألقاب لكل منهما، بينما تسجل فرنسا لقبين إنجليز لقباً وإسبانيا لقباً، لا شك أن هذا الإحصاء يُبرز تميّز القارة الأوروبية واحتكارها للبطولة في الآونة الأخيرة، بعدما سيطرت على 5 من آخر 6 البطولات.
أما أمريكا الجنوبية، التي انتزعت 10 ألقاب، تحتفظ بالبرازيل كأبرز الأسماء في التاريخ، تليها الأرجنتين وأوروجواي، رغم تفوق أوروبا، إلا أن القارتين لا تزالان تحتفظان بتراث رياضي عريق، ويظل المنافسة شاهداً على تفوقهما، مع تسليط الضوء على ضرورة تحسين الأداء من قبل جميع المنتخبات للاستعداد لهذا التحدّي المرتقب.