في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، شارك وفد مصري يتكون من 17 مسئولاً حكومياً في ورشة عمل تتعلق بتبادل الخبرات في التنمية الاقتصادية التي أقيمت في العاصمة بكين، وتضم الوفد ممثلين عن وزارات مختلفة مثل التخطيط والتنمية الاقتصادية، والنقل، والصناعة، والاستثمار والتجارة الخارجية، والهيئة العامة للرقابة المالية، ويهدف هذا اللقاء إلى الاستفادة من التجارب التنموية الصينية المتقدمة.
تأتي هذه الورشة كجزء من تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة سابقًا بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، حيث تم توقيع هذه المذكرة أثناء زيارة الدكتورة رانيا المشاط إلى الصين في يوليو 2024، وتتطلع الأطراف المشاركة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال تبادل المعرفة والممارسات المثلى التي تعود بالفائدة على الجانبين في تطوير اقتصادهما، مما يساعد على تحقيق تنمية مستدامة.
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، على أهمية تفعيل هذه المذكرة بما يعكس الجهود الحقيقية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتعكس حرص مصر على تطبيق الاستراتيجيات المستدامة من خلال التعلم من التجربة الصينية، مما يساهم في دفع جهود التنمية الشاملة في مصر ويساعد على تنفيذ أفضل الممارسات الدولية.
تضمن جدول ورشة العمل مجموعة من الموضوعات الحيوية، حيث تم تسليط الضوء على تجارب الصين في مجالات متعددة مثل الإصلاح الاقتصادي، وتخطيط التنمية، والتخطيط الحضاري المستدام، وبناء نظم السياسات الخضراء، كما تم مناقشة أهمية التحول الرقمي في تحقيق التنمية الاقتصادية، وما يمكن استخلاصه من تجارب الصين في القضاء على الفقر.
تضمن برنامج الفعالية زيارات ميدانية إلى نماذج تنموية ناجحة في الصين، مثل منطقة شيونغآن الجديدة ومنطقة التجارة الحرة التجريبية في شنغهاي، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لاكتساب معرفة عميقة عن كيفية صياغة الخطط التنموية وفقًا لأعلى المعايير، مما يسهل تعزيز التعاون المستقبلي بين مصر والصين في إطار رؤية مصر 2030 ومبادرة الحزام والطريق.
تمثل مشاركة الوفد المصري في هذه الفعالية نتيجة مثمرة للجهود المستمرة التي تبذلها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لتعزيز التعاون مع الصين، مما يسهم في دعم مسارات التنمية البشرية وبناء القدرات الحكومية في مصر وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بما يعود بالنفع على كلا البلدين.